Thursday, January 28, 2016

مُستنقع الأوجاع

وحيدة هى رغم كل هذا الزحام حولها،
هادئه..ساكنه رغم هذه الضجه التى تسكنها،
تشتعل حيناً و تنطفيء أحيان،
تعمل ، تعمل ، تعمل و لكن يملأ قلبها فراغ..
فراغ يستهلك من قلبها و روحها الكثير ،
فراغ يكاد أن يقضى عليها.


تقاوم بكل ما أوتت من قوه لتحيا فى عالم الموت الذى تسكنه مع ظلال الأحياء و أشباه الموتى و سكارى الأحزان.
تظل تقاوم حتى تخور قواها و تسقط فى مستنقع الأوجاع المؤجله التى توهمت أنها قامت بوأدها منذ زمن بعيد.

تُقيدها أوجاعها و تشل حركتها ،
تظل تصرخ و تصرخ و تستمر القيود فى التزايد حتى وصلت ل فمها و أسكتت صوتها،
سكت صوت الحياه فيها و تعالىَ ضجيج الموت الذى يسكُنها و تحاول قدر جهدها أن تُخفيه.
تظل تهوى باستسلام فى مُستنقع الأوجاع و كلما انحدرت كلما ازداد ضجيج الموت.

كأنما هى ضريبه نسيت أن تؤديها منذ أمد بعيد
 يُطالب كل وجع أسكتته عمداً بحقه فى الصراخ ،
تُطالب كل دمعه أخفتها بحقها فى الانهمار،
تُطالب كل صرخه كتمتها بحقها فى الانفجار.


ينهالون عليها جميعا و هى مُكبله بأوجاعها ، تعجز عن الكلام و لا تقوى على الدفاع عن نفسها.
فى تلك اللحظه ، تذكرت قلمها ودت لو أن يتجسد أمامها لتستجير به كما كانت تفعل دائماً.
لم يكن بامكانها الأن  أن تستتنجد به ليوارى ضعفها و تستر به خلف صمتها.
كانت تظن أنه شفيع لها عند أوجاعها المكتومه و لكنها أدركت أنه شاهدا عليها لا لها.

فما يشفى عليل النفس ، صراخ الكلمات!
و ما يُجدى انطفاء الروح ،لهيب الكلمات!
و ما يُفرج مقلة العين ،سطور فى صفحة الأيام!

ان هشاشة القلب و انكسار النفس و انطفاء الروح ما هى الا مؤشرات تُخبرنا أنه اَن الأوان لأن نبوح و نُفضى بمكنونات أسرارنا و نتقاسم مع من نُحب أحزاننا.!